📁 آخر الأخبار

الذهب يتجاوز 4,200 دولار بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي.. هل صعود الأسهم فخ جديد؟

الذهب يتجاوز 4,200 دولار بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي.. هل صعود الأسهم فخ جديد؟



شهدت الأسواق العالمية تقلبات غير مسبوقة بعد انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، حيث قفز سعر الذهب (XAU/USD) فوق مستوى 4,200 دولار للأونصة، في حين واصلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعها، ما أثار تساؤلات كثيرة حول منطق هذا التباين.

كيف يمكن أن يرتفع الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا في الوقت نفسه الذي ترتفع فيه الأسهم التي تمثل شهية المخاطرة؟ الإجابة تكمن، بحسب محللين، في توقُّعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيضطر قريبًا للتراجع عن التشديد.

الذهب عند 4,200 دولار.. رهان على تراجع الفيدرالي

الارتفاع القياسي للذهب لم يكن مجرد موجة شراء عادية، بل يعكس إعادة تسعير كاملة للأصول استجابةً للواقع الاقتصادي الجديد بعد 36 يومًا من الشلل الحكومي الذي أضر بثقة المستهلكين وسوق العمل.

  • نهاية التشديد النقدي: الأسواق أصبحت مقتنعة أن الفيدرالي لن يتمكن من الاستمرار في رفع أسعار الفائدة بعد الأضرار الاقتصادية الواضحة.
  • تسعير خفض الفائدة: العقود الآجلة تُظهر احتمالية تتجاوز 60% لخفض جديد في ديسمبر.
  • انخفاض الدولار والعوائد: مؤشر الدولار (DXY) تراجع تحت مستوى 100، وهبطت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى قرابة 4.0%، مما يخفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

لذلك، يمكن اعتبار الذهب عند 4,200 دولار بمثابة رهان مباشر على تحول الفيدرالي نحو سياسة أكثر ليونة لتعزيز السيولة وإنعاش النمو.

الأسهم الأمريكية.. احتفال بالمال الرخيص

في المقابل، قفز مؤشر S&P 500 ليقترب من 6,900 نقطة، بدعم من موجة تفاؤل بأن خفض الفائدة سيعيد السيولة إلى الأسواق. لكن هذا الصعود يحتمل أن يكون مؤقتًا لأنه يعتمد على عوامل تكتيكية أكثر من كونها أساسية.

  • إزالة الضبابية السياسية: انتهاء الإغلاق أزال جزءًا من عدم اليقين، وهو أمر إيجابي للأسهم.
  • إدمان السيولة: أسهم التكنولوجيا وغيرها تستفيد مباشرًة من تكاليف اقتراض أقل.
  • القاعدة الكلاسيكية: "الأخبار الاقتصادية السيئة = أخبار جيدة للأسهم" طالما أنها تدفع الفيدرالي للتدخل.

الفخ الحقيقي.. من سيدفع الفاتورة؟

رغم ارتفاع الطرفين معًا، يكمن الخطر في أن السبب الذي سيدفع الفيدرالي لخفض الفائدة — أي تباطؤ الإنفاق وتضرر المستهلك — هو نفسه الذي سيؤثر سلبًا على أرباح الشركات في الربع الأخير من 2025 والأول من 2026.

الذهب يرتفع لأنه يسعّر المرض الاقتصادي، بينما الأسهم ترتفع بوصفها رهانا على الدواء (خفض الفائدة). عندما تبدأ تقارير الأرباح الفعلية في الظهور وكانت مخيبة للآمال، فقد يتحول هذا الاحتفال إلى موجة تصحيح قوية.

خلاصة FXMaroc

نحن أمام مشهد نادر: ارتفاع الذهب والأسهم معًا لكن بدوافع متضاربة. من منظور FXMaroc، رالي الذهب يبدو أكثر استدامة لأنه مبني على أساسيات حقيقية (ضعف الدولار وتراجع العوائد). أما صعود الأسهم فيبدو أقرب إلى رهانا على الأمل بعودة "المال الرخيص" أكثر من كونه انعكاسًا لقوة اقتصادية حقيقية.

المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا للمستثمرين: هل ستتمسك الأسواق بـ"الأمل" أم ستبحث عن ملاذات أكثر أمانًا عندما تظهر نتائج أرباح ضعيفة؟


قراءة متعلقة: تابع تحليلاتنا اليومية وأفكار التداول الحصرية في غرفة التحليلات.

تحرير ومراجعة: فريق FXMaroc

ملاحظة: هذا المقال مبني على تحليل الأخبار والتطورات السوقية ويهدف لأغراض إعلامية فقط وليس نصيحة استثمارية. المصدر الأصلي للمادة: تقارير أخبارية وتحليلات السوق.

تعليقات